ربما لا يختلف اثنان على الإعجاب الكبير في منطقة الساحل الشرقي بلعبة الجودو التي أنشاها الياباني جيغور كونو في 1882، وخرجت من رحم رياضة الجوجيتسو، وهو إعجاب وحب للعبة (الطريقة اللينة) كما يطلق عليها، ترسخ منذ عقود، لكن الانتشار الأكبر للعبة مجتمعياً، واحترافها بشكلها الرسمي، يعود إلى العام 2009، وتحديداً عندما أقدم السوري الدكتور موح صالح الموح على تشكيل فريق مختصر لرياضة الجودو قوامه 3 لاعبين.
وترجع القصة إلى إشراف الموح على تدريب أربعة لاعبين لتدريب الجودو بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالفجيرة آنذاك وهم الشقيقان عمر السويدي وسالم السويدي، والشقيقان سيف العطر وسعود العطر في 2009 على رياضة الجودو، ولم يمر شهر على ذلك، حتى أعلن الموح تكوينه فريقاً من 12 لاعباً، أصبحوا فيما بعد النواة الأولى لفريق جودو الفجيرة.
وساهم الموح (38 عاماً) بخطوته تلك في انتشار اللعبة بثلاث مناطق بالساحل الشرقي ودرّب أكثر من 1000 لاعب ولاعبة في مناطق الفجيرة منذ عام 2009، تخللها فترة عمله بمركز الطفل بخورفكان من 2011 إلى 2015، وبمنطقة ضدنا من 2012 إلى 2016، ثم التفرغ للعمل التدريبي بنادي الفجيرة للفنون القتالية بعد الإعلان عن إنشاء نادٍ مختص يحتضن جميع ألعاب الفنون القتالية بالفجيرة عام 2015 بتوجيهات من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة.
والآن، بعد أن رسخ الجودو أقدامه في الفجيرة، يراهن الموح على تأهيل لاعب من نادي الفجيرة للفنون القتالية إلى أولمبياد 2024، وهو أمر يراه المدرب ليس صعباً، ووضع في سبيل ذلك عدداً من الاشتراطات منها تفرغ اللاعب الكامل وعدم تقيده بأي التزامات أخرى، الاستمرارية وعدم الاستعجال على النتائج.
إنجازات
حقق الموح عدداً من الإنجازات مع لاعبي الساحل الشرقي، إذ قادهم إلى التتويج 24 ميدالية ملونة ببطولات دولية، إلى جانب ميداليات البطولة المحلية التي تتجاوز المئات.
وبلغت الميداليات الدولية 4 ميداليات، حققها كمل من أحمد الحوسني فضيتان ببطولة دول مجلس التعاون، وفضية، وبرونزية كأس آسيا، و6 ميداليات للاعب ياسين نعمتوف، وبرونزيتان بكأس آسيا 2016، ذهبية بكأس أوروبا 2015، ذهبية تايلاند الدولية 2018، وبرونزيتان بالبطولة العربية للأندية 2015 -2016.
ونال لاعبه سعيد النقبي 5 ميداليات، ذهبية البطولة العربية 2019، وذهبية غرب آسيا 2019، وبرونزية غرب آسيا للشباب 2019، وذهبية بطولة العرب للفرق 2019، وبرونزية البطولة العربية للأندية 2020.
وتحصل لاعبه حميد خميس النقبي على برونزية بطولة اليونان الدولية للجودو 2016، إضافة إلى 3 برونزيات للاعب عبد الله نعمتوف وهي برونزية غرب آسيا 2019 للشباب، برونزية بطولة الأندية الآسيوية 2019، وبرونزية البطولة العربية للأندية 2020.
ونال اللاعب علي السويدي فضية غرب آسيا 2011، وفضية دول مجلس التعاون 2012 وفضية دول مجلس التعاون للاعب سيف الزعابي 2011، و3 برونزيات للاعب محمد عبيد اليماحي، وهي برونزية الخليج مرتين، برونزية البطولة العربية 2012، وخطف لاعبه محمد الزيودي برونزية بطولة تايلاند الدولية المفتوحة للناشئين 2012، وفضية تايلاند الدولية للرجال 2017 للاعب علي خان اوكسباي، بجانب مشاركة عدد كبير من اللاعبين في بطولات عربية ودولية.
تحديات وصعوبات
أقر الموح بوجود عدد من الصعوبات والتحديات التي تواجه اللاعب والمدرب والإدارة، مبيناً أن اللاعب يعاني أولاً عدمالتفرغ الكامل كون اللعبة بحاجة إلى تراكم خبرة ومهارات بلا انقطاع، إلى جانب عدم وجود الأمان والضمان الوظيفي له في اللعبة، وقلة المكافآت والتحفيز المادي.
وطالب الموح بأهمية تسخير كافة الإمكانيات، خصوصاً لأصحاب المواهب لتحقيق الإنجازات ورفع علم الدولة خارجياً.
أما بالنسبة للصعوبات التي تجابه المدرب، قال الموح إن الأخير يشترك مع اللاعب في عامل التفرغ الكامل إلى جانب أهمية تنفيذ خطته الفنية بدون عوائق والالتزام الكامل بتنفيذ كامل الخطوات كتعديل جدول المشاركات المحلية أو الخارجية أو إقامة المعسكرات، أهمية وجود اختصاصي نفسي للاعب وهو أمر ضروري على غرار الاستعداد المهاري والبدني سواء للاعب أو المنتخب، فضلاً عن عدم توفر الأجهزة التقنية مثل (أجهزة قياس نسبة الأكسجين في الدم أثناء التدريبات والاستشفاء العضلي) وتطبيق التكنولوجيا.
وعن تحديات الجانب الإداري بالأندية والمنتخبات شدد على أهمية وجود خطة استراتيجية طويلة المدى وعدم الاستعجال على النتائج، إضافة إلى أهمية حوكمة وتقييم ما يتم تحصيله كل مرحلة بمفردها.
خبرات وتأهيل
نال الموح الدكتوراه عام 2015 في فلسفة علوم التدريب الرياضي من الجامعة العربية الألمانية للعلوم والتكنولوجيا تخصص تدريب جودو، ونال الماجستير في التخصص نفسه، والبكالوريوس بجامعة تشرين قسم التدريب، ودبلوم دولي في تدريب الجودو والإعداد الرياضي من جامعة توكاي (اليابان 2015).
ودرّس بعدد من الجامعات منها جامعة حلب وجامعة الفرات، كما حصل العام المنصرم على شهادة مدرب معتمد من وزارة التربية والتعليم بالإمارات، وشهادة من الاتحاد الدولي لتدريب المدارس الموحدة بأمريكا، وأخرى من الاتحاد الدولي كمنظم في بطولة العالم للجودو خلال سنوات 2011 إلى 2013، إضافة إلى أنه حكم دولي جودو مكفوفين الكودوكان طوكيو (2018)، كما تلقى عدداًَ من الشهادات في التنظيم والتعليق والتحليل التلفزيوني، والطب الرياضي، وكيك بوكسينغ، وهو حاصل على الحزام الأسود للجودو.